أمنيات لمدينة عمان في سنة 2017
Click here to read in English.
مقدمة
تتعرض الحياة الحضرية في مدينة عمّان لتحديات كبيرة من أزمات مرورية خانقة، وبنية تحتية تعاني من ضغوطات مختلفة ومستمرة، وإرتفاع متزايد لأسعار السكن يجعله غير مقدور عليه لشريحة واسعة من سكان المدينة. وقد قام مركز دراسات البيئة المبنية بسبب ذلك ولتسليط بعض الضوء على هذه التحديات بالطلب من ثلاثة مختصين متميزين في مجال العمران والتطور الحضري، وهم حازم زريقات وعمار خماش ومريم عبابسة، بمشاركتنا باّرائهم وأفكارهم عن التطورات التي يودون رؤيتها في عام 2017 بخصوص بيئة عمّان المبنية.
حازم زريقات مهندس مواصلات إستشاري في شركة إنجيكون للإستشارات الهندسية، وعضو مؤسس في مبادرة "معاّ نصل" المجتمعية للنقل العام
أتمنى أن أرى تسيير خط واحد على الأقل من خطوط الباص السريع في عمّان، إذ أن ذلك سيشير إلى بداية نقلة نوعية في نظام الحركة في المدينة. وأتمنى أن أرى جهوداّ متضافرة هدفها جعل أرصفة مدينة عمّان أكثر ملائمة للمشاة. وأود أن أرى تطبيق قوانين النقل والمرور بشكل يضمن لكل مستخدمي الطرق، من سائقين وركاب وسائل النقل العام ومشاة وراكبي الدراجات الهوائية، الحماية والقدرة على التحرك في المدينة بحرية وبشكل كفؤ وبكلفة معقولة. وأخيراّ أود أن أرى مدينة تُستخدم فيها المعلومات والتكنولوجيا إستخداماً فعالاً يجعل حركة سكانها أسهل وأكثر سلاسة.
عمّار خمّاش
معمار
مؤسس خمّاش معمارون
إن الحيز الحضري في مدينة عمان يتطور بطرق جديدة بسبب الدور المؤثر والمتزايد الذي بدأ يأخذه جيل جديد من سكانها. إن أعضاء هذا الجيل واعون بإمكانيات تأثيرهم على متخذي القرار الرسميين في المدينة، ولذلك فإنهم مصممون على التغيير وعلى ترك بصماتهم على المدينة. وإنهم يقومون بذلك من خلال إستعمال أدوات قوية تتمثل بوسائل الإتصال الإجتماعي التي ما تزال تتصف بحيز من الحرية.
إن الحيز الحضري لمدينة عمان يتعرض لشد متزايد ومتزامن من طرفين. فمن جهة، تعاني المدينة من الإهمال والتدهور المتمثلان بالفوضى الناتجة عن إقتصاد وحياة إجتماعية حضرية متدنيا المستوى ويفتقرا للتخطيط. ومن جهة أخرى، هناك درجة من النشاط والمبادرات الحضرية البديلة التي تقوم بتحدي الإتجاه الأول من خلال قوتها الإقتصادية وإبداعاتها وهويتها المعاصرة الجاذبة للجيل الجديد من سكان المدينة ولطموحاته التي تفوق قاعدته الإقتصادية والإجتماعية.
إن الوسيلة الصحية الوحيدة لتطوير الحيز الحضري لمدينة عمان بشكل مستدام هي إستعادة نسيج المدينة الوظيفي الحي بحيث يكون أعمق من الطبقة السطحية التجميلية التي تستخدم حالياً لتغطية تركيبة منطقة وسط عمّان منذ إعادة إكتشاف أهميتها مؤخراً بعد إنحدار حاد يعود لعقد الثمانينات من القرن الماضي.
إنني أتمنى أن يتحقق بعض التوازن بين المبادرات السلبية والمصطنعة وقصيرة العمر التي تهدف إلى جذب الإنتباه من جهة، وتلك التي تتصف بالصبر والعمق والصدق من جهة أخرى. ونتأمل أن يؤدي ذلك مع الوقت إلى قلب المعايير بشكل يسمح للمدينة بالتطور والنضوج ويؤمن فرصاً أفضل لتصبح عمان مركزاً حضرياُ وإنسانياً نابضاً بالحياة.
مريم عبابسة
باحثة في مجال الجغرافيا الإجتماعية
زميلة بحث مشاركة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى
من حق كل سكان عمّان أن ينعموا بمساكن مريحة ذات أسعار معقولة يمكنهم فيها الحصول على الراحة وتربية أطفالهم وإستقبال ضيوفهم. ولكن عمّان تواجه حالياً مشكلة مرتبطة بالسكن بسبب إرتفاع الإيجارات التي تتجاوز نصف متوسط الدخل الشهري في الأردن، وبالرغم من ذلك، فإن الحكومة لم تستطيع حتى الآن تنفيذ أي خطط إسكان جماعي ناجحة لدعم ذوي الدخل المحدود. وإن مطوري الإسكان بشكل عام يركزون على ذوي الدخل المرتفع نسبياً من خلال تطوير وحدات سكنية ذات مساحات كبيرة تتراوح بين 120 - 240 متراً مربعاً. كذلك فقد أصبح الإكتظاظ السكاني مشكلة كبيرة في عمان الشرقية، وخاصة أنه يتم حالياً تطوير مشاريع إسكان ذات مستوى متدني وذلك لإستيعاب ما يقارب 430000 لاجئ سوري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أدوات التخطيط الحضري لا تستخدم بشكل مناسب أو فعّال، وإن عدم وجود ضرائب تُذكر على الأراضي غير المبنية قد أدى إلى إرتفاع تكلفة الأراضي لتصل إلى حوالي 60% من التكلفة الإجمالية لتطوير العقارات. وتتضمن الحلول لهذه المشاكل رفع الضرائب على الأراضي غير المبنية للحد من المضاربة بها، وتعديل كودات البناء بحيث تسمح ببناء المزيد من الطوابق في مناطق معينة مثل تلك القريبة من الشوارع الرئيسية وذلك لجذب المطوّرين إليها، والسماح بزيادة نسبة البناء في مناطق محددة من خلال تخفيض إرتدادات الأبنية. وكذلك يجب جعل تكلفة الأبنية الخضراء في متناول الجميع. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير قروض مالية صغيرة تساعد أصحاب العقارات في إجراء تحسينات لمساكنهم ترفع كفائتها في إستهلاك الطاقة.